in ,

حتي الشغل مش مساحة آمنة للستات

مواجهات الستات مالهاش نهاية في مجتمعنا من أول ما بتاخد قرار إنها تنتفس، مرورًا بكل تفاصيل يومها العادية جدًا وإللي بتكون شبه إنجازات الأبطال الخارقين لما بتحققها في النهاية. 

من أهم مواجهات الستات ، هي المواجهات إللي بنقابلها لما بنقرر نشتغل، فبنبدأ  ندوركتير على فرصة لحد ما نلاقي، عكس إللي منتشر إننا بنشتغل بسهولة عشان ستات و كدزة، فالعكس صحيح ، عشان نلاقي شغل بتكون مهمة صعبة جدا بالذات لو ست متزوجة أو عندها أطفال، معظم الشغل أول ما يسمعوا إن عندك أطفال يقولك طيب هنبقي نبعت لك ، وهس ماتسمعش منهم تاني.

أوعي تتصور أو تتصوري إن مجرد وجود فرصة لطيفة للست في الشغل إن  كدة فقرة المشاكل انتهت، الحقيقة إنه في مشاكل بتبدأ تظهر مالهاش علاقة بالشغل، يمكن لها علاقة بكونك ست.نعد مع بعض شوية حاجات بسيطة:

– تداخلات في طريقة لبسك بنظرات او كلام مباشر

– أسئلة غريبة وشخصية زيادة عن اللزوم

– تعليقات مريبة، الفضول الرهيب عن علاقاتك وحاجات تانية اكتر ممكن توصل للتحرش الجنسي.

هل الطبيعي استباحة أي إنسان لمجرد انه موظف/زميل في شركتنا يبقي هو ملكنا ومن حقنا نعلق ونراقب ونستفسر عن أي حاجة؟

طب ما بالك بإن الإنسان ده ست و عايش في مجتمع ذكوري ، يعني هي أصلا بتصارع أفكار ومعتقدات طول الوقت عنها، فبدل ما يكون مكان شغلها مساحة آمنة ليها يبقي مكان بتواجه فيه  المشاكل إللي برا وأكتر كمان.

يعني اديكوا شوية أمثلة بسيطة علي إللي بتشوفه و بتواجهه الستات في الشغل:

 -موقف عادي جدًا بتمر بيه ستات كتير بتشتغل، وكتير من إللي حواليها من الرجالة مش مؤمنين تقريبًا بإن عندها مخ وبتفهم عادي ، فلازم يشرحوا لها كل شوية إيه إللي بيحصل بالظبط أو يفسروا كلامها بعد ما تخلص شرح أو كلام في الشغل كأنهم بيترجموا كلامها ، لإن طبعا معروف إن البنات صعب تفهم وصعب تشرح، فيبقي اداء “لا خلي عنك انا هتعامل”. 

-الجديد بقي إنهم يروحوا للاكستريم الناحية التانية، و يبقي عشان عايزين يوفروا ليكي مساحة آمنة من وجهة نظرهم ، فالموضوع يقلب بمبالغات لدرجة إنك متقوميش تعملي لنفسك كوباية النسكافية ، ريحي خالص دة إنتي ثروة قومية ومش عايزين نتعبك أو نعرضك لأي مضايقات، تحركك في لفت انظار، وده خطر على مين؟ الحقيقة مش عارفين! 

-طبعا حساسية الراجل المدير أو حتى الزميل، إن مينفعش بنت تكون أشطر منه أو بتقبض أكتر منه لإن ده بيحسسه بالإهانة لإقتناعه الكامل إنها أقل ولا تستحق، وأوقات بيكون من باب التشكيك فيها هي شخصيًا وفي مهاراتها، وده بيعرض بنات كتير للظلم وإحباطات متتالية بتخليها يا تكره الشغل يا بيقلل في ثقتها في نفسها.

-فكرتي مثلا تعبري عن وجهات نظرك في شيء معين لا سمح الله، وقد يكون هذا الرأي يميل إلى أفكار نسوية، فطبعا مش هتلحقي تخلصي الجملة وهيتقلب الموضوع سف وهزار عليكي وعلى أفكارك وعلى الفيمنيزم وعلى سيمون دي بوفوار شخصيًا!

-معاكي زمايلك في الشغل شباب زي الورد، محدش فيهم بيتسأل عن أي حاجة في الدنيا! بس إنتي لازم نعرف إذا كان في حد في حياتك ولا لأ، وليه مفيش حد في حياتك؟ ولا لازم نجبلك حد في حياتك، وتبدأ قافلة من الهزار الأبوي اللذيذ بتاع بتهزري كتير إنتي مع فلان في حاجة قريب؟ أو مين اللي جالك إمبارح؟ وإلي أخره..

-ممكن تلاقي زمايلك بيعلقوا على حاجات إنتي منزلاها على صفحاتك (الشخصية) على السوشيال ميديا من غير حتي ما يكونوا عندك علي الفريند ليست بمنتهي البرود و البجاحة ، دة طبعا غير التعيقات والتدخلات في لبسك ووزنك وخلافه.

-أوقات بتكوني شغالة في حالك وتلاقي حد بيتفرج عليكي، عادي إنه يسرح فيكي وتحسي إنك مش مرتاحة من النظرات بس حقيقي محصلش حاجة تقدري تتكلمي عنها بالنسبالهم.

مفيش خلاف إن فيه رجالة كتير بتواجه نفس نوعية التداخلات والأحكام، بس للأسف أستباحة المساحات الشخصية للستات، حياتهم، أفكارهم حتى أجسامهم بقي مبالغ فيه، والاحصائيات والحوادث الأخيرة دليل كافي على إننا لما بنتكلم عن شعورنا الدائم بعدم الأمان، او عدم قدرتنا على التعبير عن نفسنا وخوضنا للصراعات اليومية الكتيرة أوي دي دة لإن الموضوع  فعلا مش بسيط وبقي مهلك للستات كلها!

لكن إحنا مش هنبطل نتكلم ونشجع بعض إننا نعترض ونفرض أسلوبنا في كل مكان وتحت أي ظرف ، وهي مش أفورة من الستات ولكن محاولة لنشر فكرة بسيطة، إننا حقيقي راجل وست زي بعض ونستحق كلنا معاملة آدمية فيها إحترام لحدودنا وحقوقنا.

بنتمني يجي وقت محدش يقدر يتجاوز حدوده مع أي إنسان مهما كان جنسه، لونه أو دينه، وقت ميكونش فيه تمييز! 

Shadou Abdelrahman Yacoub
Creative Writer 

What do you think?

Written by Editor

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Loading…

0

Comments

0 comments

دمي كله تريقة علي فساتين الجونة يا شيخ عتمان

هنحارب … هنحارب