بنتي طلع شعرها كيرلي

ساعات كتير مش بنعرف تأثير كلامنا على اللي حوالينا ولا بنشوف أثره عليهم في حياتهم وسلوكهم…. خاصة لو كان اللي حوالينا دول أقرب ناس لينا…اولادنا

انا طول عمري شعري ناعم وكنت بأحب الشعر الكيرلي وفاكره محاولاتي البائسة من جيل لموس انه يقلب كيرلي، كنت باحاول وبافشل واستسلمت في الآخر – بعد ما كان اتبهدل، بس دة مش موضوعنا

عدت السنين وخلفت بنت…كل الناس كانت متوقعة شعرها يكون زي شعري، وكان العكس تماما شعرها طلع كيرلي اللي كنت باحاول أوصله طول عمري، وكان المفروض أكون مبسوطة وكنت فعلا

وحاولت أحببها في شعرها واقولها انه جميل ولازم تفضلي سايباه (لانها دايما تقولي عايزة شعري زي شعرك) وكانت عادي لحد ما ابتديت تقولي انا عايزة الم شعري…فضلت كدة طول الوقت ومش عايزة تسيبه كيرلي، وكل ما اسألها ليه تقولي عشان مش حلو

طبعا اول حاجة جت في دماغي ان في اولاد في المدرسة بيعلقوا على شعرها انه وحش…. طبعا كل يوم الصبح وانا باعملها شعرها وهي بتقولي الكلام دة بأتضايق جدا وأفضل اسألها مين قالك انه وحش؟ حد في المدرسة؟ طيب في التمرين؟

وكل ما اشوف حد أفضل اشتكي ان ازاي الأطفال بقيت سخيفة كدة وممكن يرخموا على بعض بالأسلوب دة

بعد زن أسبوعين أنى اعرف مين بيقولها كدة، استسلمت واعترفت وقد كانت الصدمة…قالتلي انتِ

طلع كل دة بسببي سمعتني وانا باقول ان شعرها وحش او يمكن وانا بارد على تعليق من اللي باسمعه ان شعرها مش زي شعري وعيشت الدور بتأثر….الخ

 او يمكن ببساطة حسيت… لاني اكتشفت أنى مش مبسوطة ان شعرها كيرلي او يمكن من كتر التعليقات من اللي حواليا زي “ايه ده؟ شعرها مش زيك خالص” بنظرات شفقة غير مفهومة…مع الوقت اعتقد أنى تأثرت وتمنيت انه يكون مش كيرلي…. وكل ده كان تمثيل اني اعمل ام متحضرة واتبع أساليب التربية السليمة…الخ

ماكنتش اعرف ان الأطفال أحسن حد يكشف الكدب…حتى لو انت نفسك مش مجمع أنك بتكدب

 ممكن مفيش نصيحة او عبرة من اللي مكتوب لأني شخصيا مش عارفة انا بأعمل ايه فأكيد مش هاعرف اقولكم تعملوا ايه، بس يمكن حبيت أشارككم القصة لسببين

 ط– طريقة اني اسجل اللي حصل عشان لو نسيت في يوم، ارجع واقرا الموقف دة تاني أ

 أ– أكتر منها ملاحظة من انه نصيحة،  الحقيقة ان احنا بنتكلم على التنمر في المدارس وظاهرة ان الأطفال قاسية جدا في تعليقاتها، وبنكون مستغربين دة بيحصل ازاي وليه….لكن لما نركز هانلاقي انهم مجرد انعكاس لسلوكنا…احنا ماشيين نجرح في بعض ونقول لبعض تعليقات سخيفة وجارحة كله تحت بند الهزار والقاعدة الحلوة وساعات قال يعني بننصح او يمكن عشان نجمع لايكات على تعليق عملناه على بوست على الفيسبوك وبننسى نفكر في تأثير كلامنا على اللي بيسمع، لكن يمكن لما نعرف ان دة بيأثر على اقرب الناس لينا – حتى لو كان بطريقة غير مباشرة، يمكن ساعتها بس نفكر مليون مرة قبل ما نتكلم