كبنات كتير مننا من و إحنا صغيرين كنا بنتفرج علي حاجات بتتكلم عن الشخصية القوية للبنت و الطموح وإزاي إننا ممكن نغير العالم، سواء بقي في الأفلام أو الأغاني أو حتي في الكرتون، لكن في البيت كنا ومازلنا بنسمع حاجات تانية خاااالص زي:
ماتتكلميش
ماترديش
ماتحبيش
ماتلبسيش
أقفلي رجلك و انتي قاعدة
أفردي ضهرك
لازم شعرك يبقي طويل عشان تبقي حلوة
ايه دة شعرك اكرت “يعني كيرلي”يا حرام! لازم تلميه
انتي تخينة كدة ليه مش هنلاقيك لبس ولا عريس!
يا عيني يا بنتي شبه عود القصب ممصوصة و معضمة مين هيبص لك؟
يا حرام سودة و كودة ماتطلعتيش زي ماما بيضا و حلوة ليه؟
لازم تتجوزي بدري
إيه إللي خلاكي تتجوزي بدري؟
هاتي عيال كتير يونسوا بعض
إنتي أم فاشلة مابتعرفيش تربي كنتي بتخلفي ليه؟
لازم تعرفي تعملي أكل
أكلك كله يأرف مالوش طعم
بتلبسي كمان مفتوح ” مع صوت مصمصة شفايف”
لبسة خيمة هنجوزك ازاي؟
ومع هذا الخلاط الجميل من التوجيه المُعنف منذ الصغر، طلع جيل في جزء كبير منه بيعاني من تذبذب الشخصية، وبقوا و مازالوا مش عارفين يصدقوا كلام الأفلام والأغاني عن قوة وأهمية إنه يبقي ليهم شخصية، ولا يسمعوا كلام أهاليهم؟
الحقيقة إن في أهالي كتير ظلموا أولادهم بالنوع دة من التربية، وإللي لو رجعنا ورا شوية هنلاقي إن معظمهم اتربوا بأسوأ منه. النوع دة من التربية إللي مبني على صدور أحكام، سواء علي الولد أو البنت، و خصوصا علي البنت، أحكام بإللي المفروض تعمله، و هو إنها تبقي طول الوقت تابعة، تابعة لدماغهم و تفكيرهم أو تفكير و دماغ إللي حواليهم ” القطيع”، يعني لو مقياس الجمال عند إللي حواليهم البياض و بنتهم سمرا، يبقي نكد علي البنت طول الوقت، و في أهالي مابتتكسفش خالص إنهم يجرحوا بناتهم و عادي يقولوا لبنتهم ” أوعي تفتكري إنك حلوة! حاولي تعملي حاجة تبينك أحلي يإما مش هتلاقي حد يعبرك ويتجوزك!”
الأهل يا جماعة!
الآهل، في ناس بيبقي ربنا كارمهم بأهل فعلا بيعرفوا يقدروا بناتهم و يحسسوهم إنهم أعلي و أحلي و يستاهلوا الأحسن و بيشجعوهم و يقفوا في ضهرهم، و دول إللي بيطلعوا شخصيات سوية عارفيين قيمة نفسهم و حقوقهم وواجباتهم، و في أهالي بتنزل بناتهم لسابع أرض و مهما كانوا فعلا حلويين أو ناجحين مابيسيبوش فرصة إلا لما يحسسوهم إنهم قليلين ووحشين و فشلة و أقل من توقعاتهم! الأجمد بقي إنهم مش مثلا بيعملوا دة وأولادهم صغيرين و لما بيكبروا بيدوهم مساحتهم ، نوووو ابسلوتلي ، دول بيفضلوا يدوسوا عليهم و يتدخلوا في حياتهم حتي لو أولادهم أو بناتهم دول بقوا ٥٠ سنة، قدرة عظيمة علي النكد، و طول الوقت إنك تحت توقعاتهم مهما عملتي فهو وحش و مش صح و مش كفاية، و قدرة أعظم علي إنهم مايكونوش في ضهرك و بمنتهي السهولة بيعملوا علي هدم نفسيتك و شخصيتك و استمتاعك، الغريب إنه من وجهة نظرهم بيبقي إنهم بيعملوا في بناتهم كدة عشان عايزينهم أحسن، مش مدركين إن تصرفاتهم و انتقادتهم و عدم دعمهم المطلق و الغير مشروط لبناتهم بيهدهم من جوه، بيخليهم يقبلوا إنهم يتعرضوا لإهانات أو علاقات مريضة علي إنها حاجة عادية. مش عادي لما حد يحبني يأذيني؟ ما هو ماما بتحبني و بتاذيني! بابا بيحبني بس مبتعجبوش تصرفاتي فبيضربني، يبقي عادي لما أتجوز و اعصّبه إنه كمان يضربني، آو عادي إني مالقيش حد أرتبط بيه و يبقي كله رافضني ، إذا كان آهلي نفسهم رافضيني!
إللي بنشوفه وبنقراه من ستات وبنات بيقبلوا حاجات غريبة في علاقاتهم وتلاقيها بتسآل ينفع أكمل؟ دة السبب فيه الأهل، الآهل لو حسسوا البنت من وهي صغيرة بالأمان والحب وأنهم شايفنها أحسن وأحلي حاجة و بيشجعوها و بيهتموا بإنجازاتها لو ربوها علي إنها كيان مستقل يستحق التقدير و الحب و الأمان و إنه مش المفروض تقبل إي حاجة و خلاص، ماكوناش سمعنا أسئلة زي أنا أتضربت آكمل و لا لأ؟
البنات إللي علطول خايفة من الرفض وعندها إحساس بالوحدة وإنعدام الثقة في نفسها دة بردة سببه الأهل! الآهل إللي كانوا بيتريقوا على شعرها او بيلموهولها طول الوقت عشان من وجهة نظرهم منكوشة، الأهل إللي كل ما تاكل يقولولها محدش هيبصلك طول ما همك علي كرشك، الأهل إللي ما بيشوفوش نجاح بناتهم و بيعتبروهم طول الوقت فشلة، بتلاقي البنات دول ثقتهم في نفسهم مهزوزة لإن أقرب الناس ليهم مش مصدقين نجاحهم، فمهما سمعوا ناس تانين بيقولوا عليهم شاطريين بيفضلوا مش مصدقين لإن أقرب الناس شايفينهم فشلة!
الأهل أه مهمين وأه بيأثروا علينا جدا، بس لو أهلك من النوعية إللي بتضغط وبتكسر أكتر ما بتدعم فلازم تفهمي كام حاجة:
أولهم:
إن وارد جدا يكونوا هما كمان معقدين من تربية غلط وإنتي مش طرف في القصة دي فحاولي ديما تخلي كلامهم إللي بيجرحك ورا ضهرك كأنك مسمعتيهوش وديما فكري نفسك إن هما نفسهم معقدين وبالتالي كل إللي بيقولوهولك مش سوي ومش صح، دة جاي من مشاكلهم ودي مش مشكلتك
تاني حاجة:
لو حاسة إن تربيتهم ليكي بالشكل المؤذي دة بتبوظلك حياتك ماتتكسفيش تطلبي مساعدة من حد متخصص، لإنه هيساعدك تتصالحي مع التربية المؤذية دي وتقبليها كجزء من ماضي ماكانش ليكي قرار قيه بس دلوقتي القرار بتاعك وفي إيدك
تالت حاجة:
إنك تشوفي الحلو فيكي وتقدريه وتحبي نفسك ولو محدش من أهلك عارف يحتفل بنجاحاتك، إنتي أحتفلي بيهم لنفسك وصقفي لنفسك لإنك بتحاولي تعملي نجاحات من غير تدعيم أقرب حد ليكي وهما أهلك.
وأخيرا وبعد ما فصصنا الموضوع كدة وعرفنا أسبابه، شيلي بقي فيشة الخلاط إللي اتضربتي فيه وآرجعي شغلي آغنية مدام سعاد وحبيها وحبي نفسك وسيبك من شوب الفخفخينا إللي أهلك حطوكي فيه، وأختاري نفسك وشجعي نفسك
وأسمعي……. نفسك
Comments
0 comments