!أنا السبب

و أنا ماشية في الشارع إتعاكست وواحد قالي كلام قليل الأدب جدا، و لما حكيت للي حواليا أول حاجة سأالوهالي ، كنتي لابسة إية؟ لما فكرت هو ليه ممكن حد يقولي كلام كدة، قلت أكيد أنا السبب، أكيد أنا إللي لابسة حاجة ملفتة أو يمكن مشيتي هي إللي إديته إيحاد يعمل كدة، أنا السبب!

أنا كنت مرتبطة بواحد و بقالنا فترة مع بعض و بيحبني و بحبه، بس لقيته بيقولي إنه عايز يجرب كل حاجة معايا، أنا الأول مافهمتش ، و بعدين لما استوعبت إنهارت ، قعدت كتير أسال نفسي هو ليه فكر فيا كدة ، أنا عملت إيه عشان يتخيل إنه عادي يطلب مني حاجة زي دي؟ اكيد أنا السبب!

أهلي شايفيني طول الوقت مابعرفش اتصرف و لا أخد قرار و عشان كدة علطول هما إللي بيقرروا ليا أي حاجة و لو اعترضت بيقولولي ، هو إنتي شايفة نفسك فالحة عشان تقرري و لا تختاري ، إسمعي إللي بنقوله إحنا عارفين مصلحتك اكتر ، مش عارفة هما ليه مش شايفين ليه دور و لا رأي ، عملت إيه عشان يشوفوني كدة؟ اكيد أنا السبب!

إتخانقت أنا و جوزي، و قررت ماكلموش و أزعل منه و أخد موقف، وفي نفس اليوم بالليل لقيته و العيال نايمين بينط فوقيا و بيضربني و كان عايز يخنقني، من كتر ما أترعبت قعدت اعيط و أحاول اخليه يسيبني، و لما فاق لنفسه قالي إنتي السبب عشان تبقي تغضبي تاني ، تفتكروا أنا فعلا السبب؟

مديري في الشغل مجنون، و مجهودي مابيتقدرش و لا ماديا و لا معنويا، و لما حاول يضغط عليا في الشغل اكتر و يلوي لي دراعي قررت أسيب الشغل، و قعدت فترة بدور علي شغل، بس أهلي بدل ما يوقفوا معايا ، كانوا بيقولوا لي ما أنتي السبب، إنتي إللي قررتي تسيبي الشغل ، أشربي بقي، وبقيت أنا السبب!

كل دي حكايات واعترافات بقينا بنسمعها كتير جدا، بنات وستات كتير بيتعرضوا لتحطيم نفسي من إللي بيحبوهم و بيشيلوهم عقدهم و يوصلوا البنت أو الست لمرحلة جلد الذات! إللي هو بتفكر في كل مصيبة حصلت معاها إنها السبب فيها، ما يمكن أنا وحشة عشان كدة بتعامل وحش، ما يمكن إنا فاشلة عشان كدة بتساب، ما يمكن أنا سهلة عشان كدة بيتطمع فيا، ما يمكن أنا ضعيفة وعشان كدة بتهان!

الحقيقة ولا حاجة من دول صح! مش معني إنك ليكي رأي وشخصية فتبقي إنتي إللي بتعملي لنفسك مشاكل أو بتجيبي الإهانة لنفسك، مش حقيقي خالص.

كل ما تفكري في كلمة أنا السبب، فكري في إللي قدامك إللي عملوا لك المصيبة، وإنه ممكن جدا يكونوا هما المرضي النفسيين، العيب والغلط فيهم، في تربيتهم، في تفكيرهم، في استيعابهم للأختلاف، ودة مايقللش منك بس يقولك تاخدي بالك المرة إللي جاية في إختياراتك، تركزي أوي في تسمعي لمين وتنفضي تماما لمين، مين عايز يساعدك و يفهمك و يشجعك و يقف في ضهرك بشكل إيجابي عشان تبقي أحسن، و مين قدراته العقلية محدودة في إنك السبب في إي حاجة حتي لو كانت الحرب العالمية التالتة.

بطلي تقولي هو أنا عملت إيه عشان يشوفوني كدة، عشان يستحلوني كدة؟ المشكلة فيهم لإنهم مرضي نفسيين، ومتخيلين إن الكل زيهم بأمراضهم وأرفهم. ماتجلديش نفسك، خليكي صريحة مع نفسك ومن نواياكي في إللي بتعمليه، وطول ما إنتي متاكدة من صفو نيتك ومن نضافة تصرفاتك ومنطقيتها ماتلوميش نفسك على كلامهم و لا نظرتهم أو آرائهم.

إنتي ماتقدريش تتحكمي في إللي حواليكي شايفينك إزاي، بس تقدري تتحكمي في إنتي شايفة نفسك إزاي .

ماتجلديش نفسك… أنتي المهمة في نظر نفسك..  إنتي وبس