إحنا في فترة غريبة جدا، كل الناس تعبانة ومرهقة وغضبانة وزعلانة. في أكتر من بوست علي أكتر من جروب أول ما يتسأل سؤال زي مالك؟ أو إيه مزعلك؟ أو إحكي تلاقي بال ٧٠٠٠ كومنت من كل شكل ولون! من أصغر سبب زي إن بطلة المسلسل إللي بتتفرج عليه ماتت، لحد إللي أإكتشفت إن عندها مرض وعلاجه صعب! حالة عامة من الضغط والخذلان والإرهاق والوجع. مستنين أي فرصة عشان ننفجر! كلام كله من نوعية” أنا تعبت أوي كل حاجة فيا وجعاني، تعبت جدا بقي و مش قادرة و لا عايزة أكمل، عايزة أفصل..إرهاق و تعب مش عارفة أعمل إي حاجة مافيش طاقة! حاسة إن قلبي واجعني بقي وتعبت!
وجع من خيبة أمل في شخص أو تعب وإرهاق من مسئوليات وشغل وجري في ساقية من غير راحة ولا آخر!
الأمهات بتجري ورا السبلايز والجزمة والشنطة وفلوس الباص وقسط المدرسة إللي لسه ماتدفعش، وإللي لوحدها وبتعاني من الوحدة وفي حالة غضب وزعل من الدنيا، بالظبط كدة زي إللي قالته مني زكي في “عن العشق والهوى ” لما قالت لغادة عبد الرازق “أنا زعلانة من الدنيا، زعلانة آوي”. وإللي فاحتة نفسها في سبعتلاف حاجة وبقت عمالة تعاني من أمراض كأن عندها ٧٠ سنة وهي لسه في آواخر العشرينات أو التلاتينات، وفي إللي بتحاول تتماسك وكل ما تاخد قلم من الدنيا ترده بعند بقلم تاني وبتطبق إللي قالته هند صبري ” الدنيا ممكن تلاعبها بس صعب تغلبها”، وفي إللي من كتر إللي وراها حتى مش لاقية وقت تنهار وتعيط أو معندهاش حتى رفاهية الإنهيار من كتر المسئوليات والجري إللي مابيخلصش!
حالة عامة أنا بسميها مرحلة العكوسات والبطاريات الفاضية، معظم الحاجات متعقربة ومابتمشيش، وكل ما تخلص حاجة تيجي حاجة أقوي منها، يعني بعد كل قلم قلم كمان، فعلا كله ضرب ضرب مافيش شتيمة!
كانوا بيقولوا ان حالات الإكتئاب الجماعي بتبقي مرتبطة بالمواسم وبالجو. يعني إكتئاب الشتا، إكتئاب الخريف، إكتئاب دخلة الصيف، بس الحقيقية الموضوع بقي معدي شويتين تلاتة موضوع المواسم دة، زي ما تقولوا كدة بقالنا شوية في عرض مستمر مش عارفين هيخلص أمتي؟!
كل حد بيواجه إللي عمال يحصل معاه بطريقته وعلي حسب شخصيته:
-يعني في إللي بتستسلم وتنهار تماما وتفضل بالأيام في السرير من غير إي حاجة غير انها بتعيط، أو لو راجل تلاقيه بيبص في السقف أو يبدأ فقرة نتفلكس التي لا تنتهي ويفضل متنح في التليفزيون من مسلسل لمسلسل في محاولة للهروب من الواقع
-وفي إللي بتحاول تحول الخذلان لبنا، تبدأ تحاول تطلع الغضب والطاقة في سحلة أكتر وشغل أكتر أو تقوم تنضف البيت كله وتدعكه كأنها بتدعك أحزانها ووجعها وبتمسحهم، زي بالظبط إللي عملته هند صبري في فيلم لعبة الحب لما صحيت لقيت خالد أبو النجا سابها بعد ما وثقت فيه ولقيته بيتهرب فقامت نضفت البيت كله بمنتهي الغل كأنها بتمسح الوجع والخذلان إللي سابهولها.
-وفي إللي بيهربوا بالنوووم، وعلى فكرة النوم دة نوم زعل ووجع وطاقة خلصانة وهروب، يعني بيصحوا تعبانين من النوم ومهما ناموا وقت طويل بيصحوا مصدعين. النوم هنا يبقي للهروب من الواقع والضغوط والوجع مش نوم راحة خالص.
-اما الأكل فكتير بيهربوا من الوجع والغضب بالأكل، فجأة تلاقيهم بياكلوا من الغيظ كميات ماحصلتش، وعلى فكرة معظم الوقت مابيكونوش مستمتعين بالأكل بيبقوا بياكلوا عشان يطلعوا غلهم في حاجة وفي إللي ماشيين بمبدأ ما أفسده الزمن تصلحه الأكلة الحلوة وتحس كدة إن الأكل داخل يطبطب على قلبك.
هتقولولي أيوة بعد ما قولتي إللي بيحصل ونكدتي علينا هنعمل إيه يعني، عندك حل؟ هقولكم كان نفع نفسه! اه والله! أنا شخصيا من النوع إللي لما بزعل او ابقي مضغوطة أو حاسة بالوجع والخذلان اقعد اشتغل اشتغل اشتغل، عشان اشتت نفسي وابقي ببني اكتر ما أهد! ولإني معنديش رفاهية الإنهيار فلازم أكمل!
بس إللي أقدر أنصحكم و أنصح نفسي بيه هو” التسليم” ودي حاجة مش سهلة خالص أنا عارفة، بس بالمحاولات الكتيرة والتمرين أكيد هنعرف، محتاجين نسلم إن كل حاجة وبالذات الصعبة أو الوحشة بتحصل لسبب، ومهما الطريق كان باين صعب ومضلم بس في الآخر هيفتح، حتى لو أخد وقت طويل، التسليم مش إننا نأنتخ و منعملش حاجة و نقول تسليم، لآ، التسليم إنك تعمل إللي عليك و تفضل بتحاول مهما الطرق اتقفلت و مهما حسيت بالتعب، وتفضل بتشجع نفسك إن كله هيبقي حلو و إللي نفسك فيه في الآخر هيحصل، التسليم ان كله بيعدي بيدينا شوية راحة إنها فترة وهتعدي مهما طالت! مش أوحش من كدة وعدت؟ يبقي أكيد أكيد كل دة هيعدي.
لكل حد تعبان، مضغوط، موجوع، غضبان، لكل حد حاسس بالضعف، بالرفض، بالوحدة، بالتعب، بإنعدام التقدير، باليأس، ببعت لكل واحد وكل واحدة منكم طاقة من الحب والنور وببعت لكم إحساس بالراحة يجي يخفف عنكم وعني ويطبطب على قلبكم.
وفي النهاية أحب أقولكم أنا جاية من هناك وبقولكم فترة وهتعدي.
Comments
0 comments