-أنا عايزة أسيب الشغل وأعمل مشروع التقاعد بتاعي!
-طيب وهتعرفي تقعدي كدة فاضية؟
-بصراحة لا، بس مش عايزة حد يضغطني وحاسة إن الشغل بيخلص عليا.
الحوار دة بقي بيتسمع كدة زيه زي حوار تاني عن إننا عايزين نتستت كلنا، اه والله رجالة وستات، ومحتاجين فلوس تيجلنا أول كل شهر من غير ما نتعب أو بمجهود بسيط مش خرافي زي إللي بنعمله، دة غيرطبعا خطط التقاعد للي في أواخر العشرينات او منتصف التلاتينات واد إيه أنهم مرهقين من الشغل وتعبوا من الجري المستمر.
يمكن ظروف الشغل مؤخرا هي إللي ضاغطة عليهم اوي كدة، يعني كتير جدا من أساليب إدارة الشغل دلوقتي بقت بتستنزف إللي بيشتغلوا والأستنزاف ده بيعمله المديرين بكل الحب وعلى إعتبار إنه دة الطبيعي أنك تشتغل فوق ال ١٠ او ١٢ ساعة يوميا ومن غير زيادات في الأجور، ويقولك هنبقي نديك الوقت دة أجازات وتيجي تطلب الأجازات تترفض ويتقالك إزاي تطلب إجازة دلوقتي أنت مش شايف إننا مضغوطين شغل! طب تطلب زيادة فلوس ما هو في شغل بقي، يتقالك إزاي تطلب زيادة انت مش عارف كورونا عملت فينا إيه؟ أيوة عملت إيه حضرتك؟ ما أحنا بنشتغل وبنسلم ومش ملاحقين على المشاريع، يتقالك لا أنت مش عارف إننا مححقناش إللي كنا مخططناله!
دة غير طبعا الفاميلي بيزنس إللي بقي منتشر كالنار في الهشيم، ودة إلى حد كبير كل حاجة فيه بتبقي بالحب يعني لو إللي ماسك المكان قليل الخبرة إداريا، ماينفعش نقول له لأ لانه ابن صاحب المكان ولازم نآمن على كلامه إنه صح وإنه ذات خبرات واسعة حتى لو مش دي الحقيقة خالص. وفي شركات إللي بيمسكها إبن صاحب المكان إللي لسه بيدرس أصلا وتلاقيه جي يتحكم ويتكلم عن خبرته مع ناس بقالها سنين بتشتغل ومتطورين أكتر منه بكتير. طبعا في امثلة كويسة لإدارات ناجحة بس احنا بنتكلم عن إللي بيرهقوا وبيخلوا إللي بيشتغلوا معاهم يحرقوا على الفاضي!
فمع ضغط الشغل الكتير وقلة العائد المادي على قلة خبرة الإدارة بيبقي في حل من إتنين أنك تماين يعني تمشي أمورك وتربط إللي اسمه إيه مكان ما يحب إللي اسمه إيه! أو أنك تسيب الشغل وتشوف شغل تاني.
بس أنك تسيب الشغل مش ديما قرار سهل وكمان في أسباب بتخلينا أوقات ندي للشغل فرصة تانية ومانهدش المعبد على أصحابه، زي مثلا المسئوليات المادية إللي عليك سواء أقساط، جمعيات أو حتى هتسد الفيزا منين؟ فبتفضل في المكان على الأقل لحد ما تلاقي فرصة تانية أحسن، وفي أن الباكدج على بعضها حلوة والمشاكل ينفع تعديها وتقدر تتعامل معاها فبتدي للمكان فرصة أنك تكمل فيه.
الهلك الكتير إللي بقينا بنشوفه في الشغل وفي بعض الأوقات المعاملة إللي مابتكونش ظريفة خالص هما إللي خلوا كتيير مننا يفكر في التقاعد بدري أوي إو على الأقل في إنهم يبدؤا مشاريع خاصة، أنا شخصيا مع فكرة أنك تعمل حاجة لنفسك، مشروع بتاعك أي حاجة حتى لو هتبيع سندوتشات جبنة بطماطم، المهم أنك تكون مبسوط والمشروع يبقي مريحك ولو حابب الفكرة إللي بتعملها هتعرف تبدأ تكسب منها وتامن لنفسك حياة مستقرة إلى حد ما.
أدوا لنفسكم فرص في شغلكم إذا كان فعلا يستاهل وبتحقق نفسك فيه وبتتعلم منه حاجات جديدة وبيغتح لك سكك أوسع، والأهم إذا كان في الحد الأدني من تقدير شغلك ومجهودك. إحنا بنشتغل عشان نعيش أحسن مش عايشين عشان نشتغل أكتر.
مهم أوي كمان لو عندكم هواية أو حاجة بتعرفوا تعملوها وتقدروا تفتحتوا بيها شغل خاص بيكم إنكم تعملوا كدة، حتى لو جنب شغلكم الأساسي عشان محدش يحطك في موقف إنه يضغط عليك لحد ما يجي على صحتك، ويبقي عندك ديما خط أمان ليك ولصحتك النفسية والجسمانية. الشغل كله في حلو وفي وحش، في أوقات ضغط وأوقات مكافأة، بس ماينفعش يبقي طول الوقت ضغط بس أو وحش بس، لأنه الشغل في حد ذاته وسيلة مش غاية! وسيلة للتعلم والاستمتاع والرقي مش غاية بنعملها لحد ما نسلم ورقنا ويخلص علينا. لو تعاملنا مع الشغل على الأساس دة انه وسيلة مش غاية هنقدر ديما نقيم الأنسب لنا في الشغل ونعرف أمتي نمشي وأمتي نقعد وهنقدر نحدد الأنسب لحياتنا كبني آدمين مش مكن شغال وخلاص.
Comments
0 comments