اتفرجت قريب على مسلسل الجنس/ الحياة ولأني مهتمة بالسينما والتليفزيون حبيت اعلق على الموسم الأول
تنبيه: المسلسل +18 للكبار فقط
قصة المسلسل بتحكى عن (بيلى مان) الأم لطفلين والزوجة المثالية ل (كوبر كونلي) الموظف البنكي المثالي، والأب الاستثنائي. نرى الحياة من الخارج رائعة ومكتملة، لكن بيلى تشعر بالنقص.. فلأجل الزواج والأطفال تركت دراسة الدكتوراه في علم النفس، وتركت حياتها في مدينة نيويورك لتنضم لمنزل الزوجية الرائع في ضواحي نيويورك الراقية
كانت بيلى عايشة حياة بوهيمية قبل الزواج، إتعرفت فيها على أكتر من رجل، وعاشت تجارب عاطفية وجنسية كتير، لكن أكثر حد أثر فيها هو (براد)، المنتج الموسيقى الأسترالي الأصل والمقيم في نيويورك، نفسيته مليئة بالتناقضات والمشاكل العائلية القديمة، لكن قصة حبهم كانت قصة استثنائية، مليئة بالشغف والحميمية على المستوى الجنسي البحت، واللى أدى بعد كده لعلاقة عاطفية معقدة للغاية
نرى تفاصيل العلاقة بين بيلى وبراد ثم مشكلة بيلى مع زوجها كوبر خلال 8 حلقات هم مجموع الموسم الأول لمسلسل من انتاج نتفليكس
عند وجود أطفال، يُنسى الجنس! ده اللى بيعيد ذكريات بيلى مع براد وافتقادها لكمية الحميمية في العلاقة، و ده بيوصلها للإكتئاب. وعلشان تبعد عن الاكتئاب تبدأ في كتابة يومياتها، اللى بيقرأها زوجها، وتبدأ الاحداث – المأساوية من وجهة نظري- في التتابع. يا ترى إيه اللى هايحصل؟
المسلسل بيتكلم عن الفرصة الثانية، سواء من خلال إعطاء “فرصا ثانية متعددة” للعلاقة السامة بين بيلى وبراد من ناحية، والحنين المستمر لنفس العلاقة السامة واللى معروف نهايتها دايما.. وعلاقة هادئة الى حد ما ولكنها مستقرة ثابتة و هي علاقة بيلى ب كوبر، لكنها علاقة مملة بشكل واضح
طريقة عرض الانقسامات النفسية كانت باهتة بالمقارنة مع كمية التفاصيل الحميمة والشهوانية. بس كان الدافع الحقيقى لعرض الكمية دى من التفاصيل من وجهة نظرى هو عرض فكرة أوسع وأهم، التشكيك في فكرة الزواج الأحادى. التشكيك ده ظهر بشكل كبير بداية من الحلقة السادسة من خلال فلاش باك لإجتماع بيلى مع استاذها واصدقاءها من الجامعة للإحتفال بكتابتها مقالة علمية، بتأكد فيها ان اختبارها لعلاقة أحادية أفضل بكتير من تعدد العلاقات، ونرجع من الفلاش باك ببيلى ف الوقت الحاضر وهي عند أستاذها بتشكك في صحة نظريتها.. علشان نشوف في نهاية الحلقات انها هاترجع لبراد، مع استمرار زواجها من كوبر
كان عندى أمل ان بيلى تراجع افكارها تجاه براد، وانه جرحها كتير جدا ولازم توقف تفكيرها فيه وتستمر في حياتها الطبيعية مع كوبر وعائلتها التي اختارتها بإرادتها، وميمنعش انها تحاول التغيير لغاية اما توصل لعلاقة ترضيها مع كوبر لوحده، لكننا هانستنى الموسم التانى عشان نعرف هايحصل إيه
تعالوا نتكلم عن مميزات نتفليكس التقنية، من مشاهد عالية الجودة، وإضاءة خافتة في المشاهد الخارجية التى توضح الأجواء الليلية النيويوركية.. وأماكن السهرات الليلية التي جمعت الثنائي بيلى وبراد واختلافها الشاسع مع الاضاءات النهارية الطبيعية وأماكن التصوير (المتحفظة نوعيا) لتوضيح الفرق بين الحياة مع براد والحياة مع كوبر
كان الديكور والموسيقى التصويرية هما الجوكر لتوصيل فكرة المسلسل من حيرة وانقسام في أفكار وشعور بيلى.. بالذات الموسيقى السابقة للفلاش باك
اختيار الأماكن في نيويورك أيام براد، وتغير الأماكن نفسها بعد مرور السنين، بيوضح التغيير اللى حصل في حياة بيلى نفسها، من حياة صاخبة لحياة متحفظة.. تفاصيل صغيرة كتير جوه السيناريو اتعملت ببراعة علشان توصل شخصية بيلى لحالة نفسية صعبة، والمشاهدين بالتبعية تفضل مركزة مع المسلسل في انتظار هايحصل لبيلى إيه في الأخر؟
خصوصا إن بيلى بتمثلنا كبنات، يمكن مش بنعيش نفس القصة بتفاصيلها لكن بنعيش حيرة وانقسام طول الوقت، بنعيش علاقات سامة على المستوى الشخصى والعائلي و الرومانسى طول الوقت! وبعضنا ممكن يعيش في زيجات تعيسة او على الأقل، غير مرضية.. بنعيش و بنكمل.. فالمسلسل بيرفع علامات استفهام “إزاى نقدر نكمل في العلاقة دى؟” و “هل ممكن نكمل في العلاقة دى؟”
في النهاية، الحياة إختيارات.. والزواج علاقة مترابطة، عهد قوى بين ذكر وانثى بيقرروا استمرار الحياة مع بعض . كانت كل الإختيارات متاحة لبيلى، منهم اختيار انها تسيب كوبر وتستمر مع براد فقط، لكنها قالتها في نهاية الحلقات و ختمتها ختام بعيد عن المنطقية
(انا اريد كل شيئ)
Comments
0 comments