في كائنات موجودين و عايشين ما بينا ، ودعوني أصدقائي اٌطلق عليهم فقط أسم كائنات ،هولاء الكائنات هما اللي بيتجوزوا و يخلفوا، و سواء انفصلوا عن أمهات ولادهم أو فضلوا معاهم في نفس البيت، ففالحالتين ما بيعرفوش حاجة عن ولادهم ، و لا بيصرفوا عليهم . بيختاروا إنهم يبقوا مجرد أب بيولوجي لأولاده ، فقط لا غير، و لا مانع تماما من أبتزاز أولاده عاطفيا لو أحتاج.
حالات كتيييييير آوي من حالات ما بعد الإنفصال، تلاقي “الأب” مختفي من حياة ولاده، و لا بيعرف عنهم أي حاجة آصلا ، ومادام ماهموش يسأل عليهم و يشوفهم، تفتكروا يعني هيصرف عليهم ؟ أكيد لأ ، الأسوأ مش بس في إنه يختار يبقي برة حياة ولاده ماديا و معنويا، لأأأ ، اللأسوأ إنه يفضل يظهر و يختفي علي فترات من غير حتي ما يفكر اد إيه دي حاجة مؤذية للأولاد نفسيا ، و إنهم بيقعدوا يسألوا نفسهم هما عملوا إيه عشان ابوهم مايختارهمش؟ عملوا إيه عشان مايحبهمش؟ ما هو أكيد مثلا أخر مرة شافني فيها ماحبنيش ، عشان كدة أختفي كل دة و ماكلمنيش، و لا جه يشوفني تاني؟
الأولاد بيتعذبوا نفسيا ، و يفضلوا يحمّلوا نفسهم إنه أكيد المشكلة عندهم ، إنهم مش حلويين كفاية ، مش شطار كفاية ، أي حاجة تبرر لنفسهم اللي بيحصل ، و هووووب تلاقيه ظهر كمان كام شهر، و لا كمان كام سنة، بنفس الأسطوانة المشروخة ، حبيبي/حبيبتي أنتوا أحلي حاجة في حياتي ، أنتوا مش عارفيين أنا بحبكم اد إيه، و هووووب يختفي تاني .
هل أنت مدرك أيها الكائن معدوم الأحساس إنك بتدمر نفسية أولادك ؟
و في الأبهات اللي لما يظهروا يقعدوا يحسسوا أولادهم إنهم فعلا مش شطار كفاية ، و مش أذكياء كفاية ، و يبقي دي طبعا تربية آمك ، أو غبي زي أمك ، طب أنت مدرك إنه أبنك أو بنتك مستنين منك شوية اهتمام و حب و حنية بس ، مستنين يحسوا إنك ضهرهم بس ؟
وفي نوع أسوا وأضل سبيلا وهما الكائنات اللي عايشين مع أولادهم في نفس البيت ، بس برده و لا بيصرفوا و لا بيعرفوا عن أولادهم اي حاجة ، أختاروا يبقوا خيال مآتة في حياة أولادهم .
لكل الستات اللي حظها أو إختيارها خلي أبو ولادها من النوع دة من أشباه الرجالة، سواء انفصلتي عنه أو مضطزة تعيش معاه ، لازم تاخدي بالك من شوية حاجات عشان خاطر أولادك :
١-حاولي ديما تركزي مع أولادك ومع الوقت اللي هيبدؤا يعاقبوا نفسهم علي عدم اهتمام أو وجود أبوهم في حياتهم ، الوقت دة هيظهر في لعبة بيلعبوها ، في كلام بيقولوه ، فنظرتهم لنفسهم ، لازم تبقي واعية جدا و الوقت دة بالذات اكتر وقت ترفعي فيه ثقتهم في نفسهم ، و تركزي علي كل الحاجات الحلوة اللي عندهم، و تبروزيها
٢-ماتتكسفيش تتكلمي مع أولادك بصراحة ، و خلي في كل مرحلة سنية نقاش بتوضحي فيه ليه ابوهم مش في حياتهم؟ و إنهم مش السبب ، حاولي ديما توصلي المعلومة دي بشكل مبسط علي حسب السن .
٣-فهميهم إن الحياة إختيارات ، وإنه إحنا اللي بنقرر و بنختار نتبسط باللي معانا ، و لا نقعد نعيط و نفكر و نزعل علي اللي مش معانا ، و إن الحياة ممكن تكون صعبة و قاسية ، بس الشاطر اللي بيعرف يطّلع من الصعوبات دي بالحاجات اللي بجد ممكن تبسطه، و تساعده يتقبل و يتأقلم مع اختيارات غيره.
٤- حسسيهم إنك في ضهرهم ،وإنك الأب و الأم ، إن عندهم عيلة تحبهم و تحميهم و تنورلهم الطريق اللي هي إنتي، و إنه لازم ياخدوا منك الحنان ، بس لازم كمان يعتمدوا علي نفسهم ، و يعرفوا إنك معاهم دلوقتي عشان تساعديهم يختاروا الطريق اللي هيبنوه و يمشوا فيه بعدين .
٥-عرفيهم إنه شخصية أبوهم و أختياراته مش مسئوليتهم ، ولا ذنب منهم ، وإنه هو الخسران ببعده عنهم، عرفيهم كمان إن في رجالة بجد و أبهات بجد ، وإنه مش معني إنك اختارتي مرة غلط إن كل إختياراتك غلط ، و لا إن إختياراتهم هتبقي غلط .
إختيار بعض الكائنات إنها تنسحب من حياة أولادهم نفسيا و معنويا و ماديا ، بيحط علي الستات و الأمهات مسئولية تانية ، و هي إنها تلعب دور الأب و الأم و العائل الوحيد للعيلة و الدكتور النفسي لو الوضع احتاج . و عشان إنتي كست تقدري تكملي و تعملي كل دة ، حاولي تتصالحي إنتي الأول مع نفسك ، و مع الشخص الغلط اللي دخل حياتك ،و بيآثر في حياة أولادك ، قّدري نفسك، و أشكري نفسك في كل مناسبة إنك حاولتي و بتحاولي كل يوم تلعبي كل الأدوار دي .
خلي بالك من نفسك و من نفسيتك ، و أحتفلي بأنتصاراتك الصغيرة ، و حاوطي نفسك باللي مقدريين مجهودك دة و بيشجعوكي.
عشان تقدري تريحي أولادك لازم تحاولي تكوني إنتي مرتاحة ، علي الأقل داخليا . خلي إختيارك إنتي إنك تبقي أقوي و تبقي أسعد و تكوني إنتي لولادك الدهر و السند .
Comments
0 comments