كان زمان بيتقال “أنا أفكر إذن أنا موجود ” ، بس مع انتشار السوشيال ميديا و ربط وجودنا و حياتنا بيها ، بقي يتقال “أنا ابوست إذن أنا موجود” يعني وجودنا و شخصياتنا و نظرة اللي حوالينا لينا، ارتبطت بالشكل اللي بنظهر بيه علي السوشيال ميديا، أو علي الاقل دة بقي الحال بالنسبة لناس كتير،وبالرغم اننا بنقول إن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين بس محدش جاب سيرة أنهي حٌد فيهم اللي أكبر من التاني أو بمعني أصح أي حٌد فيهم هو اللي تأثيره أكبر؟
بالنسبالي السوشيال ميديا المساوئ بتاعتها أكتر من حسناتها، مش هقدر أنكر دورها الإيجابي في حياتي، سواء جبت شغل عن طريقها، أو الجروبات المختلفه إللي فعلا بتساعد الواحد في حياته ، بس في نفس الوقت مش هقدر أقول إني شاكره لفضلها في حياتي، لأنها سبب من أسباب إن ناس كتير بعدت عني بشكل كبير،
إزاي؟
أنا واحدة من مستخدمي السوشيال ميديا إللى بيتقال عليهم متفرجين شاطرين جدَا، أنا مش نشيطة على المنصات كلها ، ومش من النوع اللي بيحب عادة أشارك أي معلومة عني، سواء معلومة حلوة أو وحشة وده خلاني “إفتراضيَا، وفي مجتمع السوشيال ميديا مرفوضة” لإني إتحطيت في خانة البعيدة ، المخفية، إللى مش بتسأل، و مش بتظهر ، يبقي أكيد او بنسبة كبيرة الاحتمالات بتقول أن حياتي تمام ، واني مقررة ابعد أو اختفي، طالما مش بشارك أي نوع من التفاصيل عن حياتي أونلاين ، و تلاقيهم بيقولوا علي اختفائي ، أو عدم مشاركتي دة “يمكن بتخاف تتحسد؟! أو يمكن هي انطوائيه و مش عايزة تكلم حد فيبدوا يبعدوا عني أكتر و أكتر “
للأسف إحنا في الزمن ده بقينا بنقٌيم بعض ونحكم على بعض من خلال تواجدنا على السوشيال ميديا.
– اللي بتنزل صورها وهي مسافرة أو مع خطيبها أو جوزها يبقى ديه “حياتها حلوة ومبسوطة”
– اللي بتنزل بوست إنها في مستشفى أو تعبانه أو إنها مفتقدة حد إختفى من حياتها فا ديه حياتها “مليانه مشاكل وربنا يهون عليها ويساعدها تعدي أزمتها على خير”
– اللي مش بتحط حاجه خالص وديه بقه “مختفيه إختفاء غريب” وغالبًا بتتنسي مع الوقت وبتعتبر أكنها مش موجوده في الوجود.
البعد أو القرب عن السوشيال ميديا ده إختيار الواحدة بتختاره، بس حقيقي الإختيار ده يبعد كل البعد عن شخصيتها الحقيقية ، أو اللي فعلا بيدور في حياتها.
أه في ناس حياتها الإفتراضية هي كل حياتها ، بس ده مش الطبيعي، ومش عشان الأغلبية قرروا يعملوا كده فده يخلي اللي بيعمل عكس كده (إللي هو أصلا التصرف الطبيعي) يبقى مش متقدر أو بعيد و يتحول لمنبوذ اجتماعيا .
محدش فينا غلطان، وكل واحدة حرة في إختيارها، وفي طريقة تعاملها مع السوشيال ميديا، بس المفروض نقدر بعض ونحترم حرية إختيار بعض بدون إطلاق الأحكام.
الخلاصة هنا سواء إختارتي تشاركي كل حياتك أو جزء منها أو متشاركيش خالص، فده مش مبرر للي حواليكي إنهم يطلقوا الأحكام على شخصيتك، وإفتراض شئ عن حياتك ليس له علاقة بالواقع ، ببساطة لان السوشيال ميديا دي اسمها الواقع الافتراضي،
افتراضي ،
وإنتي مش مضطره إنك تغيري في إختيارك في هذا الواقع الافتراضي، عشان يبقى ليكي عذر إفتراضي أو تبقي مقبوله إجتماعيًا.
Comments
0 comments