ليه مسلسل وش و ضهر الكل بيرشحه و بيشكر فيه؟

في الفترة الأخيرة بدأ يتذاع مسلسل وش و ضهر علي منصة شاهد، المسلسل المكون من ١٠ حلقات و من اعمال شاهد الاصلية، المسلسل بطولة :

آياد نصار

ريهام عبد الغفور

اسلام إبراهيم

ثراء جبيل

المسلسل تأليف مريم ناعوم و سيناريو و حوار احمد بدوي و شادي عبد الله

و من اخراج  مريم أبو العوف !

ليه بقي الناس كلها أشادت بالمسلسل و بيرشحوه بقوة و ردود الفعل عليه إيجابية جدا ؟ 

الحقيقة ان المسلسل في تفاصيل كتيرة جدا حلوة ، التمثيل من كل الممثلين المشاركين بما فيهم ضيوف الشرف ، عرفوا يحققوا السهل الممتنع، في بساطة و صدق و اتقان لكل شخصية بشكل قوي جدا ، و بقالنا كتير مابنشوفش المهارة و المعايشة و البساطة باحتراف كدة في مسلسلاتنا،

المكان اللي بتدور فيه الاحداث في طنطا بتصوير الشوارع و البيوت و الريف كلها تفاصيل حلوة و قريبة و حقيقة من غير ابتذال 

المزيكا و الأغاني اللي كملوا الصورة الجمالية للمشاهد المصاحبة ليها و اللي قدرت توصل الإحساس المطلوب من كل مشهد،

اما بقي عن الحدوتة، فليه وش و ضهر ؟ ليه سموه أصلاً وش و ضهر؟ 

 لان كل شخصية من الشخصيات و علي مدار ال١٠ حلقات بتبين الوش و الضهرجواها ، بتبين الوشين لشخصيته ، شخصيات المسلسل زي شخصيات كل واحد فينا ، كل شخصية ليها وش و ضهر ، ليها  جانبين ، جانب عايز الناس تشوفه و جانب حقيقي مستخبي أو مكسوف منه أو مش متصالح معاه، بس الاختيارات اللي الحياة بتحطنا فيها هي اللي بتحدد لنا فين الوش و فين الضهر و هنستخدم مين فيهم؟ و دة اللي خلي كل واحد يحس بالقرب من شخصيات المسلسل حتي لو مش شبههم!

المسلسل حط كل شخصياته في اختيارات حاسمة لحياتهم، و في  الاختيارات دي اتبروز وش و ضهر كل واحد فيهم، 

يعني اللي قررت تشتغل رقاصة،  لان اختيارها للشخص اللي  حبته طلع راجل بيشتغل في الافراح و دي الطريقة انهم يبقوا مع بعض 

و اللي بيشتغل في الافراح و بيشغل رقاصات،  بس من جواه و لا مؤذي و لا شرير  ،  و بالعكس بيحافظ علي الراقصات اللي معاه و كمان عنده موهبة في المزيكا و مع ذلك فهو مش شخص سيئ و لا مستغل  علي عكس الشكل التقليدي للي بيشغل راقصات في الافراح، و اللي متعودين نشوفه في الدراما

و اللي كان عامل في مخزن والاختيار اللي اتعرض له انه يبقي معاه فلوس مش بتاعته، فيقرر لما ياخدها انه يبدأ بداية جديدة لحلمه القديم انه يبقي دكتور و يبقي اختياره مساعدة الناس في مكان جديد و يختار ينسي كل اللي فات و يبدأ من الأول

و اللي اختيارتها حطيتها انها تبقي مسئولة عن عيلتها فتشتغل رقاصة عشان تعرف تصرف عليهم ، و لما يجي لها اختيار تاني انها تسيب الرقص بتختار تبقي ممرضة  و تقرر تعمل حياة جديدة

يمكن من اكتر الحاجات اللي شدت الناس للمسلسل هو انه بيتكلم عن الطبقة المتوسطة و اللي تحت المتوسطة من غير أي فجاجة و لا شر و لا الفاظ ، يعني المسلسل علي الرغم انه بيتكلم علي الافراح الشعبية و المناطق الشعبية بس متلاقيش فيه و لا مشهد و لا لفظ خارج ، كل شخصيات المسلسل و ان كانت اختارت اختيارات غير مشروعة الا انك بتتعاطف مع كل واحد فيهم و بتسامحه بسهولة!

أخيرا رأيي المتواضع في المسلسل، و اللي  كمان ليه وش و ضهر ،

يعني ممكن نقول ان  في الوش بتاع  رأيي اللي بيقول  ان المسلسل راح لمثالية زايدة، و ان كل حاجة انتهت نهاية سعيدة باقل خساير ممكنة، علي الرغم من ان  اختيارات شخصيات المسلسل لاختيارات كبيرة غلط،  الا ان المسلسل راح لليوتوبيا الفاضلة و اقر النهايات السعيدة مهما كانت الغلطات اللي اتعملت، و دة ممكن يتشاف علي انه مش منطقي بالمرة! يعني اللي غلطت مع واحد عادي في الاخر حبها و اتجوزها ، و اللي مارس مهنة خطيرة زي الطب و هو مش مؤهل عادي برده اتحبس سنتين و طلع كمل حياته عادي و لقي اللي بيحبها مستنياه و هيبدأوا حياة جديدة سعيدة ، و هكذا … 

 اما الوش التاني لرأيي  فبيقول ، انه الطريقة اللي المسلسل اتناول بيها غلطات الشخصيات جت تفاؤلية جدا،  بمعني ان اللي غلط من الشخصيات ، اه اتحاسب و اخد جزاءه،  بس في الاخر طغت النهايات السعيدة لكل ابطال المسلسل مهما كانت اخطائهم، و دي نظرة تفاؤلية لطيفة جدا تقول انه مهما حصل و مهما غلطنا ديما في نهايات سعيدة ممكن نوصلها بعد ما ناخد جزاء الغلط،

 من الاخر كله بيعدي و كله ممكن يبقي احسن من ما كنا نتخيل !

في النهاية هرجع أقول ان المسلسل ودانا في موود مختلف للطبقة الشعبية من غير ابتذال و لا الفاظ ، و ان كل ممثلين المسلسل ابدعوا في التمثيل، وان اختيار حتي ضيوف الشرف زي ميمي جمال و محود قابيل اضاف للمسلسل جدا  ، وان الشخصيات الثانوية كان اختيارهم مبهر من حيث العفوية و التلقائية والتمثيل الأقرب للحقيقة  ،

 فاجمالي التمثيل في وش و ضهر حقق السهل الممتنع و كان ميلاد قوي لممثلين هنستني نشوفهم بنضج فني كبير الفترة اللي جاية، و نحب نشوفهم من نضج لنضج فني اكبر و في مسلسلات حقيقة وواقعية تودينا في حتت حلوة لنفسيتنا اللي تعبت من الجري في الحياة و تعبت من المسلسلات المبتذلة!