بداية أي حاجة في الدنيا بتبقي مبهرة و مميزة و الإحساس بيها ديما بيكون مختلف ، بس مؤخرا الموضوع اتغير شويتين ، يعني عند الكبار شوية او اللي في أواخر العشرينات أوائل التلاتينات و انت طالع، الموضوع مابقاش فيه نفس الشغف و دي حاجة بنشوفها في ناس كتير حوالينا تلاقيهم :
١-معندهمش شغف كبير يجربوا حاجات جديدة او يدخلوا علاقات جديدة
٢-بيخافوا من انهم يطلعوا من الكومفرت زون بتاعتهم، فتلاقيهم مثلا خايفين و مرعوبين يدخلوا علاقة جديدة او يغيروا لشغل جديد، لانه بالنسبة لهم مافيهوش حلاوة البدايات بس فيه رعب الفشل
٣-بيفترضوا ديما السيناريوهات الأسوأ مع بداية أي حاجة ممكن يفكروا يجربوها، يعني ماشيين بمبدأ “عادي يا الموضوع هيبوظ ،يا هيبقي عادي جدا و مافيهوش حاجة مبهرة، فبلاش منه احسن ، وحلاوة البدايات دي في الأفلام بس مش في الحقيقة”
٤-تلاقيهم قالبين سيكة علي عم ضياء و ان” كله رايح” ، حالة من الزهد بانه حتي فكرة حلاوة البدايات دي اكذوبة مالهاش اساس
٥-اعتمادهم في السعادة بيكون علي نفسهم بس و أي حاجة مش في ايدهم مابيصدقوش انها ممكن تجيب لهم سعادة ، ودة لان التجارب السابقة بتاكد ان الأطراف الأخرى بيجيبوا معظم الوقت الوجع و الفشل، وان فكرة حلاوة البدايات مع اشخاص جديدة دي، زيها كدة زي الدعاية التجارية ، شكلها حلو من برة بس بتخسر من جوة.
حالة عامة كدة عند كتير من انه “لا مافيش حاجة اسمها حلاوة بدايات” ، أو “مش مهم البدايات المهم النهايات” ، أو “كله محصل بعضه متكبروش الموضوع”!
ويمكن كتير من الجيل دة فقد الشغف بحلاوة البدايات لكذا سبب، منهم :
-التجارب اللي عدوا بيها و خليتهم يبطلوا يصدقوا حلاوة البدايات
-اللي حواليهم بتجاربهم و اللي ربت عند كتير خوف و رعب من حاجات في أولها مبهر و اخرها تعيس
-ان البدايات أصلا مابقتش زي زمان كلها مبهرة و حلوة ، يعني بقي في حاجات من أولها او من بدايتها مطفية
طبعا الموضوع دة بينطبق علي كل حاجة تقريبا في الحياة ، بس الاكتر ، و اللي الغالبية العظمي فقدت شغف حلاوة البدايات فيها هي “العلاقات”،
بقيت بشوف ناس كتير اوي واصلين لنص التلاتينات او حتي نص الاربعينات و مش عايزين يدخلوا علاقات خالص، و في منهم اللي مدخلش أصلا علاقة طول عمره، و دول معظمهم مش مهتمين خالص بفكرة حلاوة البدايات ، لانه ببساطة التجارب اللي حواليهم واللي بدأت ببدايات مبهرة و جميلة و سعيدة انتهت نهايات تعيسة ، و دول اللي بيقفلوا علي نفسهم و بيخافوا علي انهم يتأذوا و بالتالي مبيدخلوش علاقات جديدة و لا بيعيشوا حلاوة بدايتها لانهم خايفين علي نفسهم!
و في بقي اللي يقولك “مابقتش بحس بالحاجة زي الأول ” يعني فكرة السعادة او الانبهار بالعلاقة الجديدة مابقاش موجود أصلا، طاقة خلصانة او بتخلص ، ودول اللي عاشوا تجارب تعبتهم و اخدت من طاقتهم و بالتالي مابقاش فيه نفس الشغف !
بس كمان اكتر حاجة ملفتة في الموضوع دة عن حالات تانية كتير ، انه أصلا مابقاش فيه حلاوة بدايات في العلاقات، يعني تلاقي الواحد من اول ما يدخل العلاقة معاكي بيقولك انا مش كويس و عندي مشاكل و لازم تستحمليني و هو انا كدة ! طب حضرتك و حلاوة البدايات مش هنعيشها؟ يعني حتي البيبس ماخدتش بوء علي رأي الأستاذ ويجز!
و مع كل دة الا اني لسه بشوف ان البدايات كلها فيها حاجة حلوة و لسه بقول ان الشغف للتجارب الجديدة هو سر أساسي من اسرار السعادة في الحياة، يعني :
-مش كل تجارب اللي حواليك وحشة ، و يمكن تجربتك تختلف عن تجربتهم
-كل حاجة في أولها ليها حلاوة، و كل علاقة في كل مرحلة فيها ليها حلاوتها و مصاعبها ، و تجاربك انت نفسك مش لازم تبقي كلها شبه بعضها
-خافوا علي نفسكم و علي مشاعركم و حافظوا عليها من غير ما تحرموا نفسكم من تجارب ممكن تديكم اكتر ما تاخد منكم ، و ممكن تسعدكم و تقويكم اكتر ما انتم خايفين منها !
الحياة مليانة تجارب و العلاقات مليانة مغامرات ، و حلاوة البدايات حقيقة موجودة و هتفضل مكملة معانا ، فاستمتعوا بحلاوة البدايات و عيشوا شغفها ، لان لكل تجربة طعم، و تجربتكم كل مرة ليها حلاوة جديدة اسمها حلاوة البدايات ، فاستمتعوا بيها و جربوها و قدّروا اللحظات الحلوة اللي فيها .
Comments
0 comments