كل سنة و انتم طيبين، رمضان علي الأبواب ، و طبعا للمتجوزين في خناقة شهيرة بتاعة كل رمضان ، كل واحد بقي و جدول خناقاته السنة دي ، يعني فيه :
-خناقة هنفطر عند مامتي و لا مامته
-خناقة ماجبناش حاجة رمضان
-خناقة تنضيف و قلب الشقة قبل رمضان وهو عايز ينام
-خناقة هنعزم عيلتي الأول و لا عيلتك الأول
طبعا مع كل رمضان و تحضيراته الحلوة ، وفرحتنا برجوعه ، لازم تلاقي كل الستات تقريبا علي الجروبات بيسالوا السؤال الشهير ، اتخانقتوا خناقة رمضان و لا لسه ؟
علي اد ما رمضان المفروض بنبقي اهدي و نقرب من ربنا اكتر ، الا ان معظم اللي بيحصل بقي ضغط ، ضغط بتاع هنفطر اول يوم في انهي بيت مامتي و لا مامته، و حتي لو متجوزين بقالكم سنين و بتفطروا في بيت مامتك ، هووب تلاقيه بيقولك ما هو مش كل رمضان بقي ، عايز مرة افطر مع مامتي انا ، و تبدأ الخناقة؛
الحقيقة ان اصل الخناقة مش هنفطر فين، و لا تنضيف البيت و هو عايز ينام، و لا انك لسه ماجبتيش كل حاجة رمضان ، دي كلها أسباب ظاهرية ،
الحقيقة ان بشكل ما رتم حياتنا السريع و المضغوط و المعروض طول الوقت بقي بيخلي استمتاعنا بالحاجات محدود،
ازاي؟
أولا ،
اعتمادنا الكلي و الدائم علي الكافيين و المنبهات عشان نقدر نفوّق و نواصل و نكمل جري طول اليوم ، بيخلينا متحفزين جدا لدخول رمضان، و التوتر و القلق بيبدا من قبل بداية رمضان، و نبدا نسأل، هكمل يومي ازاي و هشتغل ازاي من غير فنجان القهوة او كوباية الشاي؟ فبيبقي في حالة عامة من القلق و التوتر.
ثانيا ،
المدخنين اللي بيبقي بالنسبة لهم كانك بتقولهم انذار بنهاية العالم مع امتناعهم عن التدخين ، كل واحد فيهم بيبدا يعرّف اللي حواليه انه الأفضل تتجنبوني في رمضان لاني ببقي عصبي جدا، ولان دي حاجة مش سهلة انك تقول الناس تتجنبك ، فبتدخل في دايرة التوتر .
ثالثا،
الجري ورا الكمال ،
يعني عايزة اجيب كل حاجة قبل رمضان،
عايزة عزوماتي تبقي احلي عزومات ،
ليسته بالعزايم في رمضان ،
عايزة ازين بيتي باحلي شكل ،
كلها طلبات طلبات طلبات ، فتبدأي انتي تتوتري لو الحاجات دي ماتعملتش و اتجهزلها، و هو يتوتر من كم الحاجات اللي المفروض يجيبها و يجهزها او علي الأقل يجيب لك فلوسها،
الوضع دة بيخلق جو عام من التوتر داخليا عند كل واحد فيكم، و ما بينكم انتوا الاتنين ، عشان كدة أي حد فيكم بيقول للتاني صباح الخير في الوقت دة بتقلب خناقة ،
و يبقي انتي عايزاني اقاطع اهلي ، او ليه شايفة امك اهم من امي ، او انا تعبان و عايز اريح و انتي جايبة الست تقلب البيت و تنضف، و ندور بقي علي اتفه الأسباب اللي سهل تتحل بكلمتين و تقلب مننا خناقة.
مهم آوي قبل رمضان نبقي فاهمين ليه و اد ايه احنا كلنا مضغوطين ، مهم اوي نفهم ان حياتنا ورتمها و اللي عملته فينا السوشيال ميديا من ان كلنا شايفين كل حاجة عند كل الناس ، بقي طول الوقت محسسنا بان ناقصنا كتير و عايزين كتير و بنجري كتير ، كل دة مع ادمانا للمنبهات، بيحطنا في توتر و ضغظ كبييير،
و الحقيقة ان رمضان عكس كدة،
رمضان بيدينا فرصة كل سنة نحاول نهدّي من رتمنا ، نحاول نتعافي من تعب و ضغط و ارهاق السنة ، بيعلمنا ان “الجودة بالموجودة” و بيعلمنا الرضا مش الاستهلاكية الغير مبررة،
مش هتفرق هتفطروا فين مامتك و لا مامته أول يوم، رمضان تلاتين يوم،
و مش لازم العزايم تبقي محصلتش و تضغطوا علي نفسكم ماديا اوي ، مش “لازم بوفتيك عشان محدش يقول علينا حاجة ” علي راي عبد المنعم مدبولي في فيلم “الحفيد”،
الحياة فعلا فعلا ضاغطكم ، انتي و هو ،
فحاولوا تفوتوا لبعض و تهونوا علي بعض، و تحققوا الهدف الأساسي من رمضان ، و هو المناجاة و الرضا و التحكم في النفس و الغضب،
تيجوا كدة نجرب نفوت لبعض و نعدي رمضان من غير خناقة اول يوم؟!
Comments
0 comments