مؤخرا بقينا بنشوف و بنسمع في مدارس كتير كبيرة و محترمة عن أطفال تصرفاتهم عنيفة جدا ، دة غير طبعا الأطفال اللي بيتنمروا أو بيتعاملوا بالشتايم مع زمايلهم،
إنما الضرب و نوبات الغضب اللي بيوصلّها أولاد كتير بقت منتشرة جدا بشكل مخيف،
الموضوع مابقاش انهم بس بيتعصبوا زيادة ،
او بيتصرفوا بشكل مبالغ فيه كرد فعل ،
إنما الأدهى هو انهم بيعبروا عن الغضب دة عن طريق الضرب المبالغ فيه أو التكسير في كل حاجة حواليهم أو الشتيمة.
نقدر نتفهم إنه في أطار اللي الأجيال دي بتشوفه و بتعدي بيه ، وارد يبقي نوبات الغضب مرحلة ممكن معظمهم يعدوا بيهم في وقت من الأوقات ،
يعني كل الألعاب العنيفة المنتشرة ، المسلسلات ، حتي الكرتون اللي بيشوفوه، كله فيه عنف و مصطلحات كبيرة بيقلدوها و بيطبقوها علي نفسهم، يعني تلاقيه عنده ٤ سنين و بيقولك انا عندي اكتئاب .
لكن هنا بقي المفروض بشكل أساسي يجي دور الاهل ، يجي دورهم في الحوار و التوجيه و شرح الاحداث و الحقايق لولادهم ، يعني وارد جدا كلنا نغلط ، بس لازم نفهم الغلط من الصح ، وارد نشوف عنف كتير بس لازم نشرح لهم انه مش دة الطبيعي، و ان كل حاجة ممكن يبقي ليها رد فعل موزون مش عنيف.
الاهل لازم يكونوا واعيين لتصرفات ولادهم ، يعني لو ابني أو بنتي غلطوا لازم يفهموا غلطهم و نتناقش معاهم و نخليهم يعتذروا ،مش أقول ابني عمره ما يغلط، أو اللي حواليه بيستفزوه، لازم يبقي الاعتذار مفهوم طبيعي عند الغلط ، مفهوم ان اللي بيغلط بيعتذر ولو الغلط كبير لازم يتعاقب،
لكن تجاهل الغلط و التعامل علي إن الكل جاي علي إبني أو بنتي، مش هيعمل حاجة غير إنه هيطلع طفل مش سوي يضر نفسه و كل اللي حواليه.
طب تعالوا بقي نشوف السيناريو التاني الأسوأ ، وهو إن غلط الولاد أو تعاملهم بعنف مبالغ فيه حاجة بتتكرر بشكل كبير ، و المحاولات الطبيعية لتعليم الأولاد دول و تقويمهم مش جايبة نتيجة، لا من الاهل و لا من المدرسة، يبقي الطبيعي وقتها لازم يكون في تدخل تعديل السلوك للأولاد من بدري، و يكون في متابعة مع استشاري تعديل سلوك أو دكتور نفسي علي حسب الحالة ،
المفاجئ بقي هو رد فعل بعض الأهالي بالرفض القاطع للموضوع دة ، و يبقي عادي إنه يتقال علي إبني إنه بلطجي أو ” بياخد حقه بايده عشان بيعصبوه” شيء طبيعي و مبرر ، إنما تقولوا علي إبني مريض أو عنده مشكلة نفسية -قد تكون مؤقتة- ، لأ…
ابداااا
مش مقبول!
إبني مش مريض نفسي!
ومش من حق أي حد و لا حتي المدرسة تاخد اجراء ضد الولد أو البنت عشان تحافظ علي باقي الطلبة.
الحقيقي إن الصادم أكترمن وجود أطفال عنيفة أو عندها مشاكل سلوكية و نفسية، هو وجود النوعية دي من الأهالي و النوعية دي من التفكير في ظل التطور الرهيب و الانفتاح الواعي من كل المجتمع حاليا للأمراض النفسية، وإنها عارض ممكن كلنا نتعرض ليه سواء كبار أو صغيرين في مرحلة ما في حياتنا ، و إنه التدخل و المساعدة الطبية مهمة عشان نعدي المرض أو العرض دة بشكل صحي و سلس ، يخلينا نعرف نتجاوز الوقت الصعب أو الازمة النفسية اللي ممكن تأثر علي تصرفاتنا و سلوكنا ، و تبقي مضرة مش بس علينا ، لأ و علي كل اللي حوالينا!
الازمات النفسية اللي ممكن يتعرضلها ولادنا واقع حقيقي موجود حوالينا ، و إنكاره و التهاون معاه مش هيصلّحه و لا هيتجاوزوه، إنما هنكبّر شخص يا اما مهزوز ، يا اما مؤذي، يا اما بلطجي ، وأول حد هيضرهم هما أهله اللي مساعدهوش علي إنه يتجاوز مشكلته السلوكية من البداية.
إبنك لو بيضرب و بيكسر مش رجولة
بنتك لو بتشتم و بتغلط و مابتعتذرش مش شطارة
لما إبنك أو بنتك يغلطوا و ماتعتذريش و ماتعمليهمش إنهم لازم يعتذروا ، ولو الغلط مبالغ فيه لازم يتعاقبوا، فأنتي أم مقصرة و مهملة و هتضيعي ولادك ، و هتطلعي للمجتمع افراد غير اسويا هيأذوا نفسهم و هيأذوا كل اللي حواليهم بما فيهم أنتي !
اه حياتنا بقي ايقاعها سريع و الوقت اللي المفروض نوجّه و نقوّم ولادنا فيه بقي قليل،
اه العنف منتشر حوالينا و حوالين ولادنا في حاجات كتير ،
بس معني اننا جبنا أولاد ، يبقي لازم نحاول علي الاقل نربيهم صح ، مش ندافع عن غلطاتهم و نغمي عينينا عن مشاكلهم واهمالنا ليهم ، مش نجيب ولاد و نسيبهم للمجتمع يربيهم بكل عنفه و غلطاته، من غير أي تقويم او مساعدة مننا ، و نقول ولادنا مابيغلطوش و هما كدة صح ، عشان نكبّر دماغنا ، ونقول لنفسنا احنا كدة بنحبهم و بندافع عنهم.
عمر ما كان مدافعتك عن غلط ولادك حب ليهم ، بالعكس دة آذية ليهم كبيرة جدا ،
وعمر ما كان تعديل و معالجة السلوك حاجة بتعيب طفل أو شخص بالغ ، بالعكس دي بتساعده يكون شخص أحسن و سوي اكتر .
ماتخليش إبنك و لا بلطجي و لا مختل ، خليه بني آدم طبيعي،
وارد يغلط و يعتذر
وارد يغلط و يتعاقب،
وارد يتعب و يتعالج،
عشان تحبي ولادك صح، ساعديهم يكونوا بني آدمين صالحين لنفسهم و للمجتمع ، ساعديهم يحلوا مشاكلهم و يتقبلوا إن مع كل غلط عقاب و اعتذار و تعليم درس عشان مايتكررش .
خليكي ظهر ولادك بانك تفهميهم و تساعديهم و تعالجيهم، في مجتمع مليان عنف و ضغوط، مش إنك تغمضي عينك عن مشاكلهم و تبرري غلطاتهم تحت مسمي الامومة و الحب.
ماتخليش إبنك و لا بلطجي و لا مختل ، خليه بني آدم في نسخته الأفضل من نفسه لنفسه و لغيره!
Comments
0 comments